سعاد عضو فضي


529
21/06/2009
 | موضوع: المنصـوب على الاشـتغال الإثنين سبتمبر 12, 2011 9:10 pm | |
| المنصـوب على الاشـتغال المقصود بالاشتغال هو: تعريفه : هو انشغال العامل المتعدي بالعمل في ضمير يعود على الاسم المتقدم ، أو بما يلابس ضميره . نحو : محمدا أكرمته . وواجبك اكتبه . 163 ـ ومنه قوله تعالى : { وكل شيء فصلناه تفصيلا }1 . وقوله تعالى : { والجبال أرساها }2 . وقوله تعالى : { والقمر قدرناه منازلا }3 . 24 ـ ومنه قول عمرو بن كلثوم : ملأنا البر حتى ضاق عنا وماء البحر نملؤه سفينا ومثال انشغال الفعل بما يلابس ضمير الاسم المتقدم قولنا : صديقك أحسن وفادتَه , وعدوك اقطع دابره . وفي هذه الحالة نقدر فعلا ملائما للمعنى . نحو : أكرم صديقك أحسن وفادته . ومما تجدر الإشارة إليه أن الاسم المتقدم على الفعل في الأمثلة السابقة ، لا نقطع فيه النصب بفعل محذوف يفسره ما بعده . إذ يجوز فيه الرفع على الابتداء ، والجملة بعده في محل رفع خبر ، إلا إذا توفرت فيه شروط معينة وجب فيه النصب . فـ " محمدا " يجوز أن نعربه مفعول به لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور ، والتقدير : أكرمت محمدا أكرمته ، واكتب واجبك اكتبه ، وفصلنا كل شيء فصلناه ، وأرسى الجبال أرساها ، وقدرنا القمر قدرناه ، ونملأ ماء البحر نملؤه . ويجوز أن نعربه مبتدأ ، والجملة بعده في محل رفع خبر . * قسم من أقسام المفعول به المحذوف عامله . 1 ـ 12 الإسراء . 2 ـ 32 النازعات . 3 ـ 39 يس . أولا ـ المواضع التي يتعين فيها وجوب النصب للاسم المشغول عنه : ــ يجب نصب الاسم المشغول عنه بفعل محذوف وجوبا يفسره الفعل المذكور إذا وقع بعد الأدوات التي تختص بالفعل . كأدوات الاستفهام ما عدا الهمزة ، وأدوات الشرط ، والتخصيص ، والعرض . مثال الاستفهام : هل الواجب عملته ؟ وهل الخير فعلته ؟ مثال الشرط : إن محمدا صادفته فسلم عليه . وإن درسك أهملته عاقبتك . والتحضيض نحو : هلاّ الحق قلته . هلاّ العمل أتقنته . والعرض نحو : ألا صديقا تزره ، ألا العاجز ساعدته . ثانيا ـ المواضع التي يتعين فيها وجوب الرفع : يجب رفع المشغول عنه إذا وقع مبتدأ ، وذلك في ثلاثة مواضع : 1 ـ بعد إذا الفجائية . نحو : خرجت فإذا الشوارع تغمرها السيول . الشوارع : مبتدأ ، ولا يصح أن تكون مفعولا به لفعل محذوف ، لأن إذا الفجائية لم يوليها العرب إلا مبتدأ أو خبر . 164 ـ نحو قوله تعالى : { فألقاها فإذا هي حية تسعى }1 . وقوله تعالى : { فإذا لهم مكر في آياتنا }2 . فـ " إذا " الفجائية لا يقع بعدها إلا الجملة الاسمية {3} . فإن نصبنا بعدها الاسم بفعل محذوف امتنع ذلك ، لأنها لا تختص بالدخول على الأفعال . وعلى عكسها " إذا " التي للجزاء ، فهي لا تختص إلا بالدخول على الأفعال ، لأن الجزاء لا يكون إلا بالفعل {1} . 165 ـ نحو قوله تعالى : { إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين }2 . وقوله تعالى : { فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة }3 . فإن جاء بعدها اسم رفعناه على تأويل فعل محذوف . 166 ـ نحو قوله تعالى : { وإذا الموءودة سئلت }4 . وقوله تعالى : { وإذا الجنة أزلفت }5 . وقوله تعالى : { إذا الشمس كورت }6 . والتقدير : فإذا سئلت الموءودة ، وقس عليه . 2 ـ بعد واو الحال . نحو : وصلت والشمس مائلة للمغيب . ونحو : صافحت محمدا وخالد يبتسم . وينام الناس والجندي تسهر عيناه . 3 ـ قبل ما له الصدارة كأدوات الاستفهام ، أو الشرط ، أو التحضيض ، أو كم الخبرية ، أو لام الابتداء ، أو ما النافية ، أو ما التعجبية ، أو إن وأخواتها . نحو : القلم هل أعدته لصاحبه ، والكتاب هل قرأته . ونحو : محمد إن يحضر فبلغه تحياتي ، والدرس متى تحفظه تنجح . ونحو : القصة هلاّ قرأتها ، والمقالة هلاّ كتبتها . ونحو : عليّ كم أحسنت إليه ، وعبد الله كم جالسته . ونحو : الكتاب لأنا اشتريته ، والواجب لأنا حللته . ونحو : الكذب ما قلته ، والشر ما فعلته . ونحو : الجو ما ألطفه ، والسماء ما أجملها . ونحو : يوسف إني أكرمه ، وأخون لعلي أعرفه . فلأسماء في الأمثلة السابقة ، والواقعة قبل ما له الصدارة جاءت مبتدآت ، والجمل بعدها في محل رفع أخبار لها ، ولا يصح نصب تلك الأسماء بأفعال محذوفة يدل عليها الأفعال المذكورة ، لأن الأفعال الواقعة بعد الأدوات السابقة لا تعمل فيما قبل تلك الأدوات ، وما لا يعمل لا يفسر عاملا . ثالثا ـ المواضع التي يتعين فيها ترجيح النصب : يرجح نصب المشغول عنه في ثلاثة مواضع هي : 1 ـ أن يقع بعد الاسم المشغول عنه فعل طلبي : أمر ، أو نهي ، أو دعاء . نحو : الدرس احفظه ، والصديق أكرمه . ونحو : الواجب لا تهمله ، والكتاب لا تمزقه . ونحو : عليا هداه الله ، وأحمد سامحه الله ، واللهم أمري يسره . 2 ـ أن يقع الاسم بعد : حتى ، وبل ، ولكن الابتدائيات . نحو : صافحت الحاضرين حتى محمدا صافحته . ونحو : ما عاقبت عليا ولكن يوسف عاقبته . ونحو : ما شربت الشاي بل اللبن شربته . 3 ـ أن يقع بعد همزة الاستفهام . نحو : أ الكتاب قرأته ، وأمحمدا كافأته . 167 ـ ومنه قوله تعالى : { أ هؤلاء من الله عليهم من بيننا }1 . وقوله تعالى : { قالوا أ بشرا منا واحدا نتبعه }2 . 4 ـ أن يقع الاسم جوابا لمستفهم عنه منصوب . نحو : عليا استقبلته . في جواب من سأل : من استقبلت ؟ ونحو : التمر أكلته . في جواب : ماذا أكلت ؟ 5 ـ أن يعطف الاسم المشغول عنه على جملة فعليه عمل فعلها النصب فيما بعده . نحو : شاهدت محمدا وعليا صافحته ، عاقبت المهمل والمجتهد كافأته . 168 ـ ومنه قوله تعالى : { ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك }1 . فـ " رسلا " الثانية أجاز فيها النحاة النصب بفعل مضمر يفسره ما بعده . وقوله تعالى : { ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون والجان خلقناه من قبل من نار السموم }2 . وقوله تعالى : { يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما }3 . فـ " الجان ، والظالمين " كل منهما مفعول به منصوب بفعل محذوف يفسره ما بعده ، لعطفه على ما عمل فيه الفعل " خلقنا " وهو كلمة " الإنسان " ، والفعل " يدخل " ، ومعموله اسم الموصول " من " ، وتقدير الأفعال المحذوفة في الآيات الثلاث السابقة هي : وقصصنا رسلا ، وخلقنا الجان ، ويعذب الظالمين . ومنه قول ضبع الفزاري : أصبحت لا أحمل السلاح ولا أمــلك رأس البعيـــر إن نفــرا والذئب أخشاه إن مررت به وحدي وأخشى الرياح والمطرا الشاهد قوله : والذئب أخشاه . فنصب الذئب باعتباره مفعول به لفعل محذوف يفسره الفعل أخشى ، لأنه عطف على الجملة الفعلية في البيت الأول ، والتي نصب فيها الفعل مفعولا به وهي : لا أحمل السلاح ، ولا أملك رأس البعير . والتقدير : وأخشى الذئب . رابعا المواضع التي يتعين فيها ترجيح الرفع : ـ يترجح رفع الاسم المشغول عنه في غير المواضع السابقة ، أي إذا لم يكن ما يوجب نصبه ، أو يرجحه ، أو يوجب رفعه . نحو : المجتهد كافأته ، والمهمل عاقبته . فقد رجح النحاة في الاسم الواقع قبل الفعل كما هو واضح في الأمثلة السابقة الرفع على الابتداء ، والجملة بعده في محل رفع خبر . وقد أجاز بعضهم نصبه على الاشتغال . فنقول : المجتهدَ كافأته . بنصب المجتهد ، ومحمدا أكرمته . 169 ـ ومنه قوله تعالى : { ذلك نتلوه عليك من الآيات }1 . فـ " ذلك " جاز فيها أن تكون في موضع على الابتداء ، وهو الأرجح ، والنصب على الاشتغال ، وهو المرجوح ومنه قوله تعالى : { أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما }2 . جاز في " أولئك " الرفع لأنها مبتدأ ، وخبره الجملة الفعلية ، وجاز فيه النصب بإضمار فعل يفسره ما بعده فيكون من باب الاشتغال . إير أن الوجه الأول أرجح . وقد عللوا رجحان الوجه الأول بقولهم : أن من يقل : زيد ضربته . أفصح وأكثر شيوعا من قولهم : زيدا ضربته . بالنصب ، ولن معمول ما بعد حرف الاستقبال مختلف في جواز تقديمه في نحو : سأضرب زيدا ، وإذا كان كذلك فلا يجوز الاشتغال ، فالأجود الحمل على ما لا خلاف فيه {3} . ومنه قوله تعالى : { وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به }4 . فـ " ذلكم " يجوز فيها الرفع على الابتداء ، وخبره جملة وصاكم ، أو مفعول به منصوب على الاشتغال . والوجه الأول أحسن لما بينا آنفا من ترجيح الرفع على النصب في مثل هذه المواضع ، فتدبر ، والله أعلم . خامسا ـ جواز الرفع والنصب : يجوز في الاسم المشغول عنه الرفع والنصب إذا عطفنا على الجملة ذات الوجهين والمقصود بالجملة ذات الوجهين : أنها الجملة التي صدرها اسم وعجزها فعل ، فهي اسمية باعتبارها مبتدأ وخبر ، وفعلية باعتبارها مختومة بفعل ومعموله {1} . نحو : محمد مسافر وعليٌّ أو عليا أنزلته عندي . ونحو : خالد أخفق وإبراهيمَ أو إبراهيمُ كافأته .ومنه قوله تعالى : { والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل }2 . 170 ـ وقوله تعالى : { والنجم والشجر يسجدان والسماء رفعها ووضع الميزان }3 . فقد قرئ " القمر " بالرفع على الابتداء ، وقرئ بالنصب على الاشتغال {4} . وقال العكبري : إنه في رواية الرفع محمول على " آية " ، أو على و الشمس {5} أما " السماء " فقد قرأها الجمهور بالنصب على الاشتغال ، وقرأ أبو السمال بالرفع مراعيا مشاكلة الجملة الابتدائية ، أما الجمهور فقد راعوا مشاكلة الجملة التي تليه وهي " يسجدان " {6} . تنبيهات وفوائد : 1 ـ يجوز النصب على الاشتغال لاسم الموصول المشبه بالشرط الذي دخلت في خبره الفاء . 171 ـ نحو قوله تعالى : { واللذان يأتيانها منكم فآذوهما }7 . وقوله تعالى : { واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم }8 ففي الآيتين السابقتين أجري الموصولان " اللذان ، و اللاتي " مجرى الشرط بدخول الفاء في الفعل " فاستشهدوا " ، و الفعل " فآذوهما " لذلك لا يجوز أن ينتصب كل من الموصولين السابقين بإضمار فعل يفسره ما بعده ، ويكون ذلك من باب الاشتغال ، لأن كلا من الفعلين المذكورين لا يصح أن يعمل في الاسم الموصول لجريانه مجرى فعل الشرط . وقال العكبري : لا يجوز أن يعمل ما بعد الفاء فيما قبلها في مثل هذا الموضع يعني الموضع السابق ـ ولو عري من ضمير المفعول ، لأن الفاء هنا في حكم الفاء الواقعة في جواب الشرط ، وتلك تقطع ما بعدها عما قبلها {1} . وبناء على ما تقدم يعرب اسم الموصول في كل من الآيتين السابقتين مبتدأ ، وخبره في الآية الأولى : الجملة الفعلية " فاستشهدوا ... إلخ " مع جواز دخول الفاء زائدة على الخبر على رأي الجمهور ، لأن المبتدأ أشبه بالشرط في كونه موصولا عاما صلته فعل مستقبلي . ويجوز أن يكون الخبر محذوفا تقديره : فيما يتلى عليكم حكم اللاتي ، فحذف الخبر ، والمضاف إلى المبتدأ لدلالته عليهما ، وأقيم المضاف إليه مقامه ، ونظيره ما تمثل به سيبويه في قوله تعالى : { الزانية والزاني فاجلدوا }2 . 172 ـ وقوله تعالى : { والسارق والسارقة فاقطعوا }3 . وما قيل في الآية الأولى يقال في الآية الثانية . وقد أجاز البعض النصب على تقدير إضمار فعل يفسره الخبر ، ويقبح أن يفسره ما في الصلة {4} . 2 ـ ذكرنا فيما سبق في تعريف الاشتغال أن بتقدم اسم ، ويتأخر عنه فعل ، أو وصف صالح للعمل فيما قبله منشغل عن العمل فيه بالعمل في ضميره ، أو ملابسه . إلا أن بعض الأفعال لا يصلح أن يكون ناصبا للاسم المتقدم عليه ولو لم يشغل عنه بضميره ، وذلك كالأفعال الواقعة شرطا ، أو جوابا ، أو كانت جامدة مسبوقة بما التعجبية ، وقد ذكرنا ذلك في موضعه ، وكذلك الفعل الواقع صفة . 173 ـ نحو قوله تعالى : { وكل شيء فعلوه في الزبر }1 . فـ " كل " وجب فيها الرفع على الابتداء ، لأن الصفة لا تعمل فيما قبلها ، وما لا يعمل لا يفسر عاملا {2} . فالجملة الفعلية في محل رفع صفة لكل {3} . و " في الزبر " في محل رفع خبر . 3 ـ إن العامل المنشغل بضمير الاسم المتقدم عليه ، إما أن يكون فعلا كما في جميع الأمثلة الواردة في هذا الباب ، وقد يكون شبيها بالفعل في عمله ، كالأوصاف المشتقة من الفعل كاسم الفاعل ، واسم المفعول إذا جاءا بمعنى الحال ، أو الاستقبال ، وألا يقعا صلة " لأل " لامتناع عمل الصلة فيما قبلها ، وما لا يعمل لا يفسر عاملا ، وعليه امتنع تفسير الصفة المشبهة ، فلا يجوز نحو : خالدا أنا الضاربه . ولا : وجه الأب محمد حسنه . ومن الأمثلة على الأوصاف التي توفرت فيها شروط العمل قولنا : محمدا أنا ضاربه . وعليا أنت أكرمته . 4 ـ إذا وقع الفعل جوابا للقسم فلا يفسر عاملا ، لذلك يجب رفع الاسم المتقدم . نحو : المجتهد والله لأكافئنه ، والمهمل والله لأعاقبنه . 174 ـ ومنه قوله تعالى : { والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم }4 . وقوله تعالى : { والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة }5. فـ " المهمل ، والمجد ، والذين " في الآيتين السابقتين وجب في كل منها الرفع على الابتداء ، وجملة جواب القسم في محل رفع خبر . ذكر ذلك صاحب شرح الكافية فقال : " وكذا جواب القسم لا يعمل فيما قبل القسم ، فيجب الرفع في مثل : زيد والله لأضربنه ، لأن القسم له صدر الكلام لتأثيره في الكلام " {1} . ولكن البعض أجاز النصب بفعل محذوف يدل عليه الفعل المذكور ، وهو غير صحيح لأن جواب القسم لا يفسر ما قبله فانتبه . 5 ـ إذا فصلت " إلا " بين الفعل المتأخر عنها ، العامل في ضمير الاسم المتقدم عليها ، امتنع بصب الاسم على الاشتغال . نحو : ما كتاب إلا قرأته . وما عمل إلا أنجزته . فـ " كتاب ، وعمل " كل منهما واجب الرفع على الابتداء ، والجملة الفعلية في محل رفع خبره ، ولا يصح نصبه على الاشتغال ، لأن ما بعد " إلا " لا يعمل فيما قبلها ، وعلة ذلك أن ما بعد " إلا " من حيث الحقيقة جملة مستأنفة ، لكن صيرت الجملتان في صورة جملة قصرا للاختصار ، فاقتصر على عمل ما قبل إلا فيما يليها فقط ، ولم يجز عمله فيما بعده على الأصح {2} . وما لا يعمل لا يفسر عاملا . 6 ـ يرجح رفع الاسم المشغول عنه إذا وقع بعد " أما " الفصلية . 175 ـ نحو قوله تعالى : { وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفينهم أجورهم }3 . وقوله تعالى : { فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا }4 . فـ " الذين " في الآيتين يرجح فيهما الرفع على الابتداء ، وجملة : فيوفينهم ... إلخ خبر في الآية الأولى ، وجملة : فأعذبهم ... إلخ خبر في الآية الثانية . وجوز البعض النصب على الاشتغال بفعل محذوف يفسره المذكور {5} . 7 ـ يشترط في الاسم المشتغل عنه أن يكون معرفة حتى يصح الابتداء به ، كما مر معنا في الأمثلة السابقة في باب الاشتغال . نحو : هل الكتاب قرأته ؟ وهل عليا قابلته ؟ فإن جاء الاسم نكرة محضة أول بمعرفة . 176 ـ نحو قوله تعالى : { وأخرى تحبونها }1 . فـ " أخرى " صفة لموصوف محذوف ، والتقدير : النعمة ، أو المثوبة الأخرى . وأما قوله تعالى { ورهبانية ابتدعوها }2 . فلا يصح في " رهبانية " النصب على الاشتغال ، لأنها نكرة لا تصلح للابتداء ، والجملة بعدها صفة . وجاز الاشتغال فى قوله تعالى : { ورسلا قد قصصناهم عليك }3 . لأنه موضع تفضيل {4} .
نماذج من الإعراب 163 ـ قال تعالى : { وكل شيء فصلناه تفصيلاً } 12 الإسراء . وكل شيء : الواو حرف عطف ، وكل مفعول به منصوب على الاشتغال لفعل محذوف يفسره ما بعده لانشغال الفعل الثاني في العمل في الضمير المتصل به العائد على المفعول به المقدم ، وكل مضاف ، وشيء مضاف إليه ، ورجح نصبه لتقدم جملة فعلية عليه .فصلناه : فعل وفاعل ومفعول به . تفصيلاً : مفعول مطلق منصوب بالفتحة . 24 ـ قال الشاعر : ملأنا البر حتى ضاق عنا وماء البحر نملؤه سفينا ملأنا : فعل وفاعل . البر : مفعول به ، وجملة ملأنا لا محل لها من الإعراب مستأنفة . حتى ضاق : حتى حرف جر وغاية بعدها " ان " مضمرة وجوبا ، وضاق فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . عنا : جار ومجرور متعلقان بضاق . والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل ضاق في تأول مصدر مجرور بحتى ، وشبه الجملة متعلق بملأنا ، والبعض يرى أن حتى في هذا الموضع حرف ابتداء والجملة الفعلية بعده مستأنفة ، والوجه الأول أقوى معنى . وماء البحر : الواو حرف عطف ، وماء يجوز فيه الرفع والنصب ، فالرفع على الابتداء ، والجملة الفعلية بعده في محل رفع خبره ، والجملة الاسمية معطوفة على الجملة الفعلية السابقة لا محل لها من الإعراب مثلها . والنصب على أنه مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده ، وتكون الجملة فعليه معطوفة على مثلها ، والتقدير : ونملأ ماء البحر وماء مضاف ، والبحر مضاف إليه . نملؤه : نملأ فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : نحن ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . والجملة الفعلية في محل رفع خبر لماء على رواية الرفع ، ولا محل لها من الإعراب على رواية النصب ، لأنها مفسرة . سفينا : تمييز منصوب بالفتحة . 164 ـ قال تعالى : { فألقاها فإذا هي حية تسعى } 20 طه . فألقاها : الفاء واقعة في جواب الأمر ، وألقى فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، وهاء الغائب في محل نصب مفعول به .فإذا : الفاء حرف عطف ، وإذا فجائية لا عمل لها ، ويجوز فيها الاسمية والحرفية على خلاف بين النحاة . هي : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . حية : خبر مرفوع بالضمة . تسعى : فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي . وجملة تسعى في محل رفع خبر ثان لهي ، أو في محل نصب حال من حية . وهذه المسألة فيها خلاف بين سيبويه والكسائي عرفت بالمسألة الزنبورية .وجملة إذا معطوفة على ما قبلها . 165 ـ قال تعالى : { إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين } 15 القلم . إذا : إذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط متعلق بجوابه . تتلى : فعل ماض مبني للمجهول . عليه : جار ومجرور متعلقان بتتلى . وجملة تتلى في محل جر بإضافة إذا إليها . آياتنا ك نائب فاعل ، وآيات مضاف ، ونا المتكلمين في محل جر بالإضافة . قال : فعل ماض ن والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، وجملة قال لا محل لها من الإعراب لأنها جواب لشرط غير جازم . أساطير : خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : هي أساطير ، وأساطير مضاف . الأولين : مضاف إليه مجرور بالياء . الأستاذ زيتوني | |
|
abdou-prince عضو جديد


18
08/10/2011 العمر : 42
 | موضوع: رد: المنصـوب على الاشـتغال الثلاثاء أبريل 09, 2013 2:17 am | |
| بارك الله فيك على الموضوع الرائع و الجهد الفاضل و جزاك الرحمان عنا كل خير | |
|